كلنا نسمع بما يسمى
( التخاطر )
و هو علم من أهم العلوم النفسية و الإنسانية و لكي نفهم ما هو التخاطر
علينا أن نعرف أنه نوعان
النوع الأول
التخاطر بمفهومه الشائع و هو أن يفكر شخصان بفكرة واحدة و ينطقان بها في وقت واحد و هذا ما نطلق عليه اسم
( توارد الأفكار )
و يحدث هذا الأمر كثيرا في حياتنا و هو نوع من التواصل الفكري و العقلي بين الناس و عادة ما يأتي أثناء الحديث
أو نتيجة لفكرة موجودة في العقل الباطن تتجدد نتيجة ورود كلمة تذكر بأمر مختزن في الذاكرة أو ربما مشهد قريب من المشهد المشترك
النوع الثاني
من التخاطر فهو الأهم و هو أن يحدث ما يمكن تسميته برسالة ذهنية تصل بين شخصين ربما يكونان في مكانين مختلفين تماما
أي أنه مكون من ثلاثة عناصر
( مرسل و مستقبل و رسالة )
و هذا أشبه برسالة شعورية تماماً كرسالة تنتقل عبر الإيميل بلمحة
حتى أن ذلك النوع من التخاطر يمتد ليصل إلى إحساس مشترك
وربما ألم مشترك بين المرسل و المستقبل
و ليس من الضرورة أن يكون المرسل و المستقبل مرتبطين بعلاقة ما
كالحب أو الصداقة أو الأخوة
لكن تكثر هذه الحالات بين المحبين فنجد الصداع الذي يصيب المرسل يصل بنفس الشدة إلى المستقبل
الحب بحد ذاته نوع من التخاطر حيث ترسل إشارات من المرسل و تدخل قلب المستقبل دون استئذان و تجعله غير قادر إلا على التفكير به
و تشعره بالدفئ و الشوق
و لكي نفسر سبب هذه الظاهرة العجيبة فعلينا أن نتعرف على أهم النظريات العلمية التي حاولت تفسير تلك الظاهرة دون أن نجد جواباً قاطعاً بعد
أهم النظريات تقول
إن هناك طاقة كهربائية و مجال كهربي للعقل لا يرتبط بمكان محدد بل بمحيط اجتماعي و معارف و أسماء إذ تعتبر الأسماء المحفوظة في المخ و الصور أيضاً
تعتبر شحنات كهربية مرتبطة بنواة هي المخ و هناك قوة جذب بين تلك الشحنات السالبة و النواة الموجبة و مجال مغناطيسي يربط بين تلك الأسماء و العقل الباطن
و قد أجرى العلماء في اميركا تجارب عديدة و أبحاثاً حول تلك النظرية حيث لاحظوا أن هناك رابطاً لا يمكن عزله أبدا بين المرسل والمستقبل مهما ازدادت المسافة بينهما
و حاولوا أن يعرفوا عناصر تلك الطاقة العجيبة و التي تجعل ذلك التواصل أحياناً أمراً محركاً و مؤثراً في حياة المرسل و المستقبل على حد سواء
فقدلاحظوا أن
( نبرة الصوت - الوجه- المشيه - الجلسه- الابتسامه- رائحة الجسد )
كلها عناصر لها دورها الأساسي في حصول التخاطر
و هي أمور مختزنة بقوة و ثبات في العقل الباطن و مجرد ورود أثر منها قد يسبب تواصلاً عقليا مفاجئاً و غير مخطط له مسبقاً
يختلف تأثير تلك العوامل حسب الأشخاص فالحساسون و العاطفيون أكثر تأثراً من غيرهم كونهم يمتلكون طاقة شعورية أكبر و مجالاً مغناطيسيا أوسع
فقوى الجذب بينهم و بين الصور أقوى من قوى الجذب عند غيرهم و ربما يكون ارتباطهم بمعارفهم و خاصة أحبتهم مستمراً و لا يخف تركيزه مهما طال البعد مسافةً و زمناً
و تتأثر تلك الطاقة أيضاً بالزمان و المكان و يقول العلماء إن أفضل وقت لوصول تلك الرسائل هو أثناء النوم أو ما يسمى بعالم الأحلام
فالكثير من الأفكار المتواردة تأتي عبر الأحلام التي قد تكون مشتركة بين المرسل و المستقبل
و أيضاً فترات الراحة و الهدوء و التركيز النفسي و العقلي للمستقبل
و عندما تكون طاقة المرسل كبيرة و مركزة فقد لا يستطيع الحاجز العقلي للمستقبل مقاومتها فيصير المرسل مؤثراً و محركاً للمستقبل
و لهذا يحذر العلماء من صحبة السوء لأن الطاقة السلبية لصاحبك قد تؤثر على دماغك و تحركك بمساره و وفق اتجاهه
و تؤكد الأبحاث أن المرأة أكثر قدرة على التخاطر و الاستبصار من الرجل
كونها تمتلك عاطفة أكبر و ارتباطها بالصور و الأشخاص أكبر
و مع ازدياد الطاقة الداخلية يزداد مجال التأثير
و لهذا عندما تشعر بالبرد أو الخوف أو الألم المفاجئ فتذكر أنه ربما هناك من
يفكر بك في مكان ما على الأرض
و إن كنت تشعر بالذنب تجاهه فحاول أن تفكر به و لو للحظات
......................