نجح أطباء ألمان في استخدام أشعة الليزر أثناء الجراحة للكشف عن الخلايا السرطانية التي ربما ظلت مختفية لولا أن الأطباء جعلوها تضيء من خلال الليزر. وقال أطباء من مدينة ميونيخ إنهم استخدموا هذه التقنية الجديدة لأول مرة.
ويأمل باحثون ألمان في استخدام طريقة مبتكرة للتعرف على الخلايا السرطانية في المبيض، وذلك لاستئصالها جذريا، حسبما ذكرت مجلة “نيتشر ميديسين” البريطانية. غير أن علماء جامعة ميونيخ التطبيقية أكدوا أن هذه الطريقة لن تستخدم بشكل منتظم في الطب قبل أن يثبت أنها تحسن فرص العلاج لدى المريضات.
ويعتبر سرطان المبيض من أكثر السرطانات انتشارا لدى النساء. وغالبا ما يكتشف هذا السرطان بشكل متأخر نسبيا لأنه يستطيع النمو فترة طويلة بدون أعراض مما يصعب على الطبيب الجراح العثور على جميع البؤر السرطانية خلال الجراحة مما يهدد بانتكاسة المريضة في حالة تبقي خلايا سرطانية بعد الجراحة. لذلك ميز الباحثون تحت إشراف فاسيليس نتتسياكريتسوس من جامعة ميونيخ التطبيقية و جويتسين فان دام من جامعة جرونينجن في هولندا الخلايا السرطانية بمادة فوسفورية خضراء ربطوها بحمض الفوليك.
وتمتلك معظم الخلايا السرطانية في المبيض سطحا جاذبا لحمض الفوليد، وهو الأمر الذي يجعل الأطباء يميزون الخلايا السرطانية. وأكد نتتسياكريتسوس أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تمييز الخلايا السرطانية لدى الإنسان بشكل فوسفوري وأن الطرق الأخرى المستخدمة في تمييز الخلايا تعتمد إما على حامل لمواد لونية لا يستهدف الأورام السرطانية وحدها بل يتراكم هناك فقط أو أن هذه الطرق لم تستخدم حتى الآن سوى مع الحيوانات. كما أن التقنية الجديدة توفر صورا فوسفورية أوضح من الطرق السابقة.
كما قام العلماء خلال التجربة العملية بحقن تسع مريضات بالمادة اللونية الفوسفورية قبل الجراحة فتسللت هذه المادة كما هو متوقع إلى الخلايا السرطانية. ثم استخدم العلماء أثناء الجراحة ضوء ليزر من نوع خاص لجعل الخلايا السرطانية تضيء. أما الخلايا السليمة فظلت مظلمة. غير أن هذا الضوء لا يرى بالعين المجردة بل بكاميرات خاصة تصور الأنسجة خلال الجراحة.
وأكد الباحثون أنهم عثروا لدى ثمان من إجمالي تسع مريضات خضعن للجراحة على بؤر سرطانية صغيرة لم يكن باستطاعتهم العثور عليها…
....................