مدخل بسيط هذه حكاية من الواقع وليست من رسم الخيال
هي الزوجة الجميلة والأم الحانية، عاشت 30 عاما بلا هموم كبيرة، نعمت بالاستقرار مع أهلها ثم زوجها وأطفالها، إلى أن حدث ما حدث.
بعد إنجابها الطفل الثالث، كُسرت عظمة ساعدها بحادث بسيط، فارتاب الأطباء وقرروا أخذ عينة من دمها، ليتبيّن أنها تعاني من "سرطان الثدي" في مرحلة متقدمة.
صدمة جعلتها تتشظى، فعلاقتها الزوجية ستنقص "عضوا" وشعيرات، وزهرة شبابها على وشك القطاف، واجتماعياتها ستقلب إشفاق، وأنوثتها على المحكّ.
بالرغم من قسوة الموقف وصعوبة وضع المرض، إلا أن جل اهتمامها كان ردّة فعله، خشيت أن يستبدلها بأخرى، أو ألا تعود أنثاه التي يتباهى بجمالها، أو حتى ألّا " يرغبها " ثانية، فهي تدرك أشدّ الإدراك ما يسببه العلاج.
ردة فعله لم تكن بحسبانها أبدا. فهو لم يكتفِ بعذابها حين رأت غضبه وحنقه، لكنه افترض سريعا أنها وأهلها كانوا على علم بمرضها قبل أن يتزوجها.
ولـ"حقّه بردّ البضاعة"، رفع عليهم دعوى قضائية- طلب فيها الأطباء المشرفين على حالتها للشهادة "بقدم مرضها"، وجلّ اهتمامه أن يخرج من "الصفقة " بأقلّ خسائر ماديّة.
تمّ الطلاق تاركا تشوّها في نفس "المسكينة" وذكريات لو احترمها لما فكّر أن يتركها أبدا.
ومع أنها- بحسب أطبائها- باتت الآن منتظمة بالعلاج وحالتها تتحسّن، إلا أنهم أكّدوا على أن حالتها النفسية كانت لتكون أفضل لو تمتّع زوجها ببعض من الوعي وتعامل مع المرض كجزء من حياة سيتمّانها معا.
تحدّث اختصاصيون بأسى عن هذه الحالة ومثيلاتها، مجمعين على أن الرجل مفتاح حلّ المرض وتخفيف أوجاعه، ففي كل المراحل عليه أن يتواجد "إيجابيا" وإلّا سيخسر امرأته وذكرياته، كما سيخسر تحت قدميّ أنّاتها "رجولته" واحترامه لذاته.