سأنتحي بك جانباً ... هناك في ركن في حديقة الوقت تحت شجرة الأيام... ونهز معاً أغصان الصمت بأيدينا المليئة بالأغاني والغيوم ...
سندق أبواب قلبينا دقة من أمل ودقة من ذكرى ... وسنترك شلالات العمر تنهمر علينا ... تغمرنا بسناء العمر ...!!!
كم من الوقت مضى يا سيدة البهاء والمطر .... منذ أن رفرف طائر الحب في صدرينا ؟ .. لعله ألف عام من الحنين أو يزيد ... لم يعد الدم في عروقنا يعد الثواني أو يحسب الدقائق ... كان هناك فقد هتافات غامضة كأنها آتية من أعالي الأزمنة !!
لن نسمح للكآبة أن تغمرنا بمياهها الثلجية ولا للفلسفة بأن تطرزنا بكواكبها البعيدة !!
أنه السؤال العتيق الذي ينتصب دائماً دون إجابة ! لماذا هذا الصمت الدائم في لقاءاتنا أنه صمت لا يقدم لنا غير النار والأعاصير ... ويمنحنا فقط الفرصة للتجول في حقول الصبار !!!
لنتذكر أذن أصابعنا التي كان يسكنها البرق وهي تشتبك في جدل خصب ... تتحاور في إرتعاشات لذيذة تشتعل مثل الشموع في لهيب لا وصف له كي تسافر في الملكوت الفسيح ....
عزيزتي ....
هل يراودك الحنين إلى فرح الغيوم يهدهدنا إلى سرير المطر؟ ... إلى عشب الصباح المندى بقطرات الجسد الغارق في بحيرة الهدوء ... ؟
إلى قيلولة البحر الجميل يحملنا فوق أكتافه إلى زرقة الحلم .. أو إلى قمر بعيد يخضل وجوهنا بسنا شعاع وهو يحاور نجمة ذابلة أخذها النعاس بعيداً في فضاءات العيون ؟
أذن هذا المساء الأخير سننتحي جانباً بعيداً عن ضجة الحزن والكآبة وزحمة الصالات ... بعيداً في ركن من حديقة الوقت كي نقطف فاكهة أخرى ... نعم فاكهة أخرى للروح قبل أن تقطعنا سنة أخرى من مملكة هذا الزمن السحيق ... الذي يمضي يحلم سيفه كفارس بلا رجعة ولا نعرف إلى أين ولكننا سنقول للشجرة التي فوقنا دقيقة ... أمهلينا كي نلتقط الأنفاس ... كي نشعل الفوانيس في سراديب أرواحنا ... كي نبلل عروق قلوبنا اليابسة بقطرات الحب المستحيل ...
هي الحياة دقيقة ويجدد فيها القلب شبابه المتداعي ... وترمم الأعصاب حيويتها ويجمد الزمن في قارورة الجسد المؤبد من الماء الأول حتى الحريق الأخير ... دعينا ننتحي جانباً في حديقة الوقت ...
دعينا ننصب للرعد القادم من الجهات الأربع ...
وأسمعي الساعة ... تك ... تك ... تك ... أنها عربات العمر تجرها خيول تسرع الخطى ... دعينا ننتحي جانباً في حديقة الوقت نعتق السنوات بقوة الحب قبل خراب العمر ... دعينا نلملم الغيوم والأماني وندق باب القلب ...
وأسمعي سيدتي ... تك ... تك ... تك ... أنها العربات تقترب .. (تجر إجازتي السنوية )..
موضوع: سطور حبي 